غضب النت

في احدى القنوات الفضائية الاجنبية عندما عرضت برنامجا لطيفا ومثيرا في ذات الوقت لقد كان البرنامج عبارة عن تقرير مصور عن ظاهرة جديدة بدأت تغزو المكاتب والمنازل في مختلف دول العالم.
تتمثل هذه الظاهرة من غضب البعض من التحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية من خلال تعاملهم الدائم مع الاعمال المنفذة عبر الانترنت وعالم الكمبيوتر وكل ماله علاقة بالمعلوماتية والحاسوب.


فهذا الموظف يعترف لادارة شركته بأنه لم يستطع كبح جماح غضبه عندما قرأ احدى الرسائل المرسلة له عبر الاميل فراح يضرب جهاز الكمبيوتر الثمين بحاملة الدبابيس الورقية..


اما الموظفة جريس فلم





تتردد أن تقذف بالكمبيوتر على الارض عندما شاهدت صورا عبر الاميل لخطيبها في وضع فاضح مع احدى الفتيات على الشاطىء.. حالة ثالثة حطمت فيها احدى السيدات كمبيوترها الشخصي عندما تلقت رسالة عبر الاميل من احدى صديقاتها مزودة بالصور عن رحلة زوجها لشرق اسيا وهو بصحبة احدى الحسناوات.. حالة رابعة تصور احد الموظفين وهو يتلقى علاجا مكثفا في احد مستشفيات الصحة النفسية بعد تعرضه لموجة من الغضب بعد اكتشافه وبالوثائق والصور خيانة صديقته والتي كان قد قرر خطبتها في الصيف القادم..
العطل المفاجىء


حالات غضب شديدة تحول بعضها الى مرض ومعاناة عشرات القصص والحكايات التي رواها التقرير باختصار مثير عما حدث للبعض وهم كثر فالتقرير كان يعتمد على دراسة اجريت على عادات البعض مع الكمبيوتر وخضع لها 4200عامل وعاملة وموظف وفي مختلف القطاعات العامة والخاصة في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والسويد والمانيا ونسبة كبيرة منهم اعترفوا بغضبهم الشديد والذي عادة مايأتي فجأة وبدون سابق انذار ولا أحم ولا دستور كما نقول : فهناك العطل المفاجىء اضافة الى الفيروسات التي تغزو الكمبيوتر اضافة الى الاميلات المشبعة بالصور التي تتضمن الوشايات والحكايات التي ترصد حياة صاحب الاميل وتتبع خطوات حياته الشخصية او تساهم بطريقة أواخرى في هدم احلامه وخططه المستقبلية من نصفه الآخر.. كيف حصل البعض على الصور والادلة لبعض الحالات هذا هو السؤال الذي كان يبحث عن جواب حقيقي داخل التقرير المصور..




ظاهرة جديدة


وراح معد التقرير يلتقي بعدد من الخبراء في الحياة الاجتماعية والنفسية والذين اكدوا ان شعورا متزايدا يسود الناس حاليا بانهم يقعون تحت سيطرة الانترنت وجهاز الكمبيوتر سواء بسبب العطل المفاجىء او الفيروسات او بسبب رسائل الاميل الكثيرة العدد التي تحتاج لموظف اوسكرتير خاص بعملية الغائها بين فترة وأخرى.. ويقول الدكتور فرانك بوند اخصائي علم النفس الوظيفي بجامعة سيتي في لندن : ان الظاهرة هذه جديدة لكن هناك اسبابا تكمن خلفها فإننا على حد قوله نعيش في مجتمع عنيف بشكل متزايد واننا في اماكن العمل نرزح تحت ضغوط شديدة فالموظف في كل مكان يبذل جهدا اكبر من أي موظف آخر وهذا النوع من الضغوط يقلل من قدرة الشخص على السيطرة على هدوء اعصابه وردود افعاله.. وبالتالي فهو سريع الاثارة فلاعجب ان يحدث الغضب خلال تعامل الموظف اوغيره.. ومستويات الغضب والعنف التي كشف عنها التقريركانت مقلقة فقد اعترف مستخدم كمبيوتر أنه كسر أصبعه وهو يحطم شاشة الجهاز وقال آخر : انه قام بانتزاع شاشة الجهاز امام زملائه والقى بها من النافذة من الدور الخامس لتحطم نافذة سيارة كانت متوقفه تحت المبنى.. مؤشرات التقرير تشير الى أن ظاهرة الغضب نت اذا جاز التعبير في طريقها لان تتفاقم اذ يقدر أن رسائل البريد الاليكتروني ستزداد 200ضعفا في السنوات القادمة مع الانتشار الكاسح والكبير للانترنت وما سوف يجلبه لنا من خير.. وجديد وحتى منغصات وضيق.. فهكذا هي الحياة لها جانبان.. ووجهان احدهما باسم والآخر عابس.. وأمرنا لله..